من حيث النسب فهو:
الإمام أبو عبد الله بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائبي بين عبيد بن يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.. الجد الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقب بالشافعي نسبة إلى جده الثالث شافع.
وقد ولد الإمام سنة ١٥٠ هجريًا في غزة من أرض فلسطين.. وانتقلت به والدته إلى مكة المكرمة وعمره سنتان.
عرف عن الإمام شدة الذكاء وقوة الحفظ وحب العلم؛ فحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وفي سبيل إتقان قواعد اللسان (اللغة) العربي رحل إلى البادية وقضى نحو عشر سنين في قبيلة (هذيل) يتعلم من كلامها، ويحفظ أخبارها وأشعارها حتى قال الأصمعي(إنه صحح أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له الشافعي) ثم تعلم الرمي؛ فكان يرمي عشرة سهام فلا يخطىء في سهم منها.
عقب ذلك انصرفت همة الشافعي إلى الفقه؛ لفهم الأحكام الشرعية من مصادرها وذلك بعد أن كان منصرفًا إلى الشعر والأدب وأيام العرب..
وكان لدور مفتي مكة الإمام (مسلم بن خالد الزنجي) الدور الأكبر في حياة الإمام الشافعي، فبعد أن أذن له بمجالسته وأخذ العلم عنه، أذن له الإمام مسلم بالإفتاء.
– أشعار الإمام.
قيل عن أشعار الإمام الشافعي أنها تميزت بقوة الجملة وسهولتها وسلاستها ووضوحها وما يريد قوله للمتلقي فإنه يصل دونما فلسفة أو تعقيد أو تغريب؛ مما كتب الخلود لأشعاره، وما زلنا نردد عنه بعض الأبيات في مواقف عدة تحتاج إلى الموعظة أو التأمل أو الحكمة… ويطيب لنا أن نقرأ للإمام الشافعي هذه الأبيات.
– إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينك. عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرًا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
كما يقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وديدننا التصنع والترائي
فنحن به نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضًا عيانا
لبسنا للخداع مسوح ضأن
فويل للمُغير إذا أتانا
…………………………..
هوامش،
– ديوان الشافعي حبر الأمة وإمام الأئمة. تحقيق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، مكتبة الكليات الأزهرية طبعة ثانية ١٩٨٥
– ديوان الإمام الشافعي، تقديم وتعليق دكتور إسماعيل العقباوي، دار الحرم للتراث ٢٠٠٧
منال رضوان – قطوف وثمار في الفضائل والخصال