دراسات ومقالات

وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (11)

تخيل يا صديقي عندما تجتمع أحزان الفراق مع قسوة الشماتة. نقول دوما لا شماتة في الموت ولكن ما حدث مع النبي كان أفظع من هذا
تخيل يا صديقي عندما يموت طفلك الصغير ( آخر العنقود ) فيشمت فيك أهلك وقومك.
ويقولون أبتر لقد أصبح بلا عقب من أولاد ذكور فإذا مات انقطاع ذكره

تخيل يا صديقي هذا الأذى النفسي الكبير الذي تعرضه له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أول ليلة يموت فيها طفله الصغير عبدالله الملقب بالطاهر وبالطيب أصغر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وآخر من أنجبت السيدة خديجة بنت خويلد من النبي فقد ولد بعد البعثة وتوفي بعدها بفترة قليلة وقد بلغت السيدة خديجة رضي الله عنها مبلغا من العمر يصعب أن تنجب فيه مرة أخرى.
هذا هو ميزان ومقاييس الدنيا أن الذكر يكون بكثرة الذكور ولكن الله سبحانه وتعالى يواسيه من فوق سبع سموات ويضع لنا الميزان الحقيقي الذي نزن به الأمور فتنزل سورة الكوثر لتخبره صلى الله عليه وسلم أن الذكر الحقيقي لا يكون بكثرة الأولاد الذكور ولكن بكثرة ما تملك في الآخرة.

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )
وكأن القرآن يضع بين أيدينا المقاييس الحقيقية للكثرة وامتداد الذكر فليس بكثرة الأولاد والانساب وكثرة الأموال في الدنيا ولكن بكثرة الأعمال الصالحة التي يجد ثوابها في الآخرة.
وهذا ما يجب أن نسعى له وأن يكون هو هدفنا وأنت أيضا يا صديقي إذا أردت أن تصل الكوثر أي الخير الكثير في الآخرة عليك أن تصلي وتنحر
قال صديقي : الصلاة معروفة ونعرف أهمية إقامتها ولكن ماذا عن النحر ؟ أليس المقصود به هو الذبح والاضحية والتقرب بهذا العمل لله ؟
قلت : نعم هذا معنى من المعاني ولكن هناك معان أكثر عمقاً. لماذا لا نقول النحر بمعنى ذبح شهوات النفس المحرمة وتستقيم وتتقرب إلي الله بكل ما تستطيع أن تفعله من أعمال صالحة ولا تلتفت لمن يشمت أو يسخر أو يبعدك عن طريق استقامتك أو …. أو … …
وتأكد دوما أن ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )

وليد محمد حسنى

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى