صابر لبيك البلد يكتب إدارة الجودة والمعلومات المضللة
لماذا تقف إدارة الجودة عاجزة بين تضارب المعلومات الخاطئة المضللة وتأمين معيش الشعوب!
بقلم:لبيك صابر /الجزائر
حتى تمارس الإدارة عملها بشكل مصفف وبمنأى عن كل تسليح وتعبئة يعرج من عملها المتقن إلى اختلاق حالة عمل كئيب ومفلس ،لابد أن نراعي محيط الجودة ومحور هاته العلاقات حتى لاتبتلى هاته الإدارة بحالة من التعسف والتحيز ولعل ربما طغيان الذاتية وبروز فاعلية الهوى هو في الحقيقة من جعل هاته العلاقات في تخبط دائم، وجعلها تولد وهي مشوهة نتيجة اعتصامات من أعمال بيروقراطية وتغليب روح الآنا وتضارب بين مصلحة شخصية وإفساد شكل عام لهاته العلاقات ،ولعل افتقار المصداقية هي مسؤولية تاريخية وعبء حقيقي تفشى دون أن يكون هناك عمل يتسم بالإخلاص وروح المهنية ،فالعلاقات اليوم تحتاج لتجهيز وتحضر كبير وسلوكات إنسانية ترتقي للأفضل وتخدم الشأن العام ،وتكافح المغلوطات من المفاهيم وتصور حياة المواطن تصور حقيقي ليس زيتي يكابد فيه الفرد مآسي وراء الستار،إن الهرولة أمام المصلحة الضيقة هي عملية إطراح وتخلي عن الشأن العام فبذلك تبرز المغالطات ويحتكم رأي التزييف ويصبح الفرد فيه منفرد بعلاقات تمثلها وهي مرموقة بالتداعيات وخلق نوع من البلبلة وتقديم معطيات غابت عنها الحقائق ،ومصادر هاته المعلومات إذا ماأدرجنا تمعنا كبيراسنرى أنها جاءت من أوكار تبعث الريبة في الفرد وتجعله دائما في تخلخل وتنفيس بوقائع مغلوطة ربما أنها حتى ابتزازية وتهكمية لاتخدم الفرد ولاتعالج فقرات مأساته،فغياب المصداقية في طرح المعلومة هو غياب هاته الإدارة وزرع للفوضى وإثارة واقعة من المغالطات التي تزيف المشهد وتبني حياة إعلامية حبيسة التملق والتبعات التعسفية.
إن اعتماد منهاج سليم من الناحية المشروعية في بث المعلومات والحرص على تطلعات الفرد ،هو أهم ذرع يتشبث به الفرد ليساير بها أهوال يومه وينجو من حياة مملوءة بالدعايات لاتعالج مشروع يومه ولاتقف سبيلا في إنصافه ،كما أن التعبد بالمصلحة الذاتية من أجل خلق علاقات مشبوهة هو لايخدم المصلحة العامة بل يعجل من وفاتها ،فتحقيق الغاية لابد أن يكون من خلال التقرب من هذا الفرد باعتباره محورا في هاته العلاقات وإيذاع صوته بات أمر حسيب حتى تكون هناك قاعدة بيانات فعلية تحاكي ضعف الفرد وتبحث عن تقويته، وتتجاوز هاته السدود التي وضعت صورة مفبركة لأفراد اليوم وجعلتهم يحالون على وضعية اضطهادية مؤيدة لاتخدم أركان انشغالاته في شيء، بل كل مافي واقع الأمر أنها تنتهك حقوقه وتصوره بصور متنكرة ومجانبة للحقيقة مما يجعل منه فرد يفقد ثقته ويصبح فردا أسير أمور وأخبار غير واضحة المعالم.
إن تحقيق العلاقات لايبنى على الرغبات والتشوهات الجنينية للمعلومات والحقائق التي تصور مورد الفرد وخزانه المعيشي، بل العلاقات تقام على الحيادية وعدم التحيز لأي طرف ضاغط أو جهة تريد أن تمارس نفوذها بشكل نسبي لايخدم الحقيقة لأن هذا التصور لايبني معطيات سليمة للفرد بل يعزز فيه ثقافة التردي، ويصبح الفرد مغيبا إعلاميا ومرئيا لأنه مهزوم من طرف تكتلات تريد أن تعير اهتمام بشع بأفكار ومقترحات مغلوطة وهذا لايخدم نوعية الإدارة ولايبني أسسها الفعلية بل سيحقق فيها حالة من التحزب ويفضي فيه الآنا شماعة ومورد رزق يلجأ له من لاضمير لهم ولاحياة أخلاقية لهم .
إن العبرة في تسيير الإدارة وفي المحيط السلوكي الذي يسير هاته الإدارة ويعطي صورة ثاقبة للفرد ويصف حقائق أفرادها، تلوين أو تدجيل لأن القوة في المعلومة تنشر حالة من المصداقية وتقدم وصف فعلي يخدم الفرد ويقدم تقريرا عن تطلعاته وتخبطاته ويحاول معالجتها ،والوقوف على أضرارها وتشخيصها دون أي استقالة صوب هذا الواجب الحتمي ،فالفرد يكسب مرجعيته إلا من خلال إعلام شفاف ونزيه وفعال وواصف لكل مآلاته وتوجهاته وطروحاته .
كما أن مصادر المعلومة اليوم تعيش حالة عدم ريادة وذلك نظير المصادر التي يمارس أصحابها الابتزاز والقفز على الحقيقة، بغية تأليف مشهد مجاني وصناعة رغبات عابرة ،وهذا السلوك الجبان بكل تجلياته هو من كان الفيصل في أن تعيش الشعوب حالة من التخلي والإهمال والسبب هو أن غياب الشفافية دوما مايؤول إلى نتائج وخيمة يغلب عليها طابع الاستثمار على حساب المآسي، التي تعيشها الشعوب حتى أننا أصبحنا نملك تقنية بائسة ورهينة لبس وتغطيات إعلامية لم تعتبر وبقيت تمارس زيفها في النشر وتعزيز الساحة بمونتاج إضافي ،بعيد عن حياة الشعوب الحقيقية وماتعانيه ،وهذه الإدارة من العلاقات ماهي إلا توليد للركاكة وتكثارها وكلما كان هناك مجموعة مكفولة بالنصب والاحتيال وتقديم صور غشائية عن حقيقة مغبونة، كلما كان الفرد يعيش تحت قصف الهوان والرجعية سيولد له طابع اليأس نتيجة غيابات بالجملة في نحو إرادة لاتريد خدمة الشعوب بل تسهر على فنائها.
في النهاية إن قواعد بناء العلاقة السليمة الراقية لايجب أن يبقى تحت غناء طابع المحسوبية والمصلحة الشخصية، لأن ذلك يعتبر أخطبوط لن يخدم الحقيقة في شيء بل سيزيد في لبسها ويعرقل مسارها وبالتالي فالبناء لابد أن يكون في الشكل والفحوى ويتسم بسلوكيات ومهنيات تخدم روح الفرد والشعوب وتصور واقعهم دون زيادة أو نقصان لأن ذلك من سيحي هاته العلاقات حياة طيبة ويبيقها على قدر من الاعتزاز إذا ماتخلت عن ممارساتها التقليدية وفتحت نافذة بين الفرد وواقعه ومحيطه .