أحمد عزيز يكتب: أختصار لمفهوم فن الواو
أختصار لمفهوم فن الواو
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
ــــــــــــــــــــ،،،،،،
فن الواو، هو نوع من الفنون الشعبية المنتشرة في صعيد مصر، ويتميز بنظم الشعر الذي يسمى مربعات، ويستخدم اللغة الشعبية وعادة ما يصاحبه عزف موسيقي على الربابة. معظم مربعات فن الواو لشعراء مجهولون وتتداول شفهياً.
يستمد فن الواو أهميته من كونه فنا شفاهيا، يتوارثه الشعراء عن الأسلاف، كنمط تعبيري، ويجددون في طرائقه وأشكاله، مع الحفاظ على قالبه الفني. وسمي بهذا الاسم لكثرة واوات العطف به،
كما يعتمد اللغة الشعبية كأداة للتشكيل الفني مع الإيقاع الموسيقي المحدد. وانتشر فن الواو في صعيد مصر، وقد تميزت به محافظة قنا عن غيرها من المحافظات المصرية، وازدهر فن الواو في عصر المماليك والعثمانيين، وكان كثيرا ما يلجأ إلى التورية والكلام غير المباشر،
حتى لا يقع فريسة للرقابة الصارمة التي كانت مفروضة على الأهالي في عصور الاستبداد، فكان هذا الفن منحازا للجماهير ضد سيوف الحكام، وقد ظهر على يد أحمد بن عروس المولود في عام 1780 أيام حكم المماليك لمصر، في قرية بمدينة قوص المصرية، عرف عنه أنه كان قاطعاً للطرق في بدايته حياته، وكان مشحون الصدر بالحقد على المماليك الحكام والأغنياء البخلاء، وكان دائم السطو عليهم هو وعصابته، واشتهر بقوة بأسه وصلابته، وقلب كالصخر لا يلين،
وكانت الناس تهابه وتخاف من بطشه، لكن ابن عروس لم يستمر كثيرا على هذا الوضع، بل تحول بعد ذلك إلى إنسان زاهد في الدنيا، بعد حادثة عروس الهودج، التي كانت سببا في تسميته بابن عروس.
حيث يروى أنه ومعه لصوصه، أغاروا على قافلة في الصحراء، وسلبوا كل ما فيها، إلا هودجا على جمل، كانت به صبية عروس فائقة الجمال، فتن بها ابن عروس، وطلب أن يتزوجها، لكنها اشترطت عليه أن يكف عن السرقة، ويعود للطريق المستقيم، وقد كان لها ما أرادت.
واشتهرت محافظة قنا عن أي مكان آخر باحتضانها لهذا الفن دون غيرها؛ لأنها كانت منذ الفتح العربي الإسلامي لمصر محط الرحال لقبائل عربية نازحة من شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى ظهور أثر اللهجات العربية على اللسان القناوي،
فجعله أقرب إلى العربية من غيره من حيث المفردة وطريقة نطقها، فكان لا بد أن تتأثر طرائق القول الشعري بالفنون القولية الواردة، ومنها شكل القصيدة العربية..
ومن أشهر شعراء هذا الفن من قنا على طريقة ابن عروس، علي النابي، عبد الستار سليم، عادل صابر، محمد النوبي، خالد حلمي الطاهر، صفوت البططي، محمد أمين خربوش.