أخبار عاجلةالرئيسيةدراسات ومقالات

ماجد كامل يكتب علاقات التواصل والترابط الحضاري والثقافي بين مصر الفرعونية ومصر القبطية

المقال الأول من سلسلة المقالات التي تتناول التعريف بالحضارة المصرية القديمة

 

مقدمة :-

آمنت مصر بالديانة المسيحية علي يد القديس مارمرقس الرسول في عام 61 م ميلادية تقريبا ؛ ولقد انتشرت الديانة المسيحية في مصر إنتشارا سريعا جدا ؛و كان من اهم العوامل التي ساعدت علي سرعة انتشار الديانة المسيحية هي وجود بعض التشابه بين المعتقدات الفرعونية القديمة والديانة المسيحية الجديدة ؛ كذلك حرص الاقباط علي الاحتفاظ بالموروثات الفرعونية القديمة مع إضفاء معني مسيحيا جديدا عليها وهو ما يعرف في علوم الانثربولوجي “علم الانسان” بإعادة تأويل التراث “. كذلك أيضا حرص الأقباط علي الاحتفاظ بكثير من الأعياد والممارسات الفرعونية بعد إضفاء معني مسيحيا عليها وهو في ما يعرف بعملية التعميد أو Christianization

 

مار مرقس الإنجيلي (12 ـ 68 م)

وسوف نحاول في هذا المقال رصد بعص التأثيرات الفرعونية علي القبطية:-

1- فكرة التوحيد :- Monotheism
فلقد أمن المصري القديم بإله واحد عن طريق اناشيد اخناتون الذي امن بوجود قوة عليا مختبئة خلف قرص الشمس سماها “اتون ” .
2- فكرة التالوث:- مع التسليم طبعا بالخلاف اللاهوتي والعقيدي بين الثالوث المصري القديم والثالوث المسيحي ؛التشابه هنا في رقم ثلاثة فقط .

3- الإيمان بعقيدة الخلود في الفرعونية والمسيحية .

4- صورة ايزيس وهي ترضع حورس بالتقابل مع إيقونة السيدة العذراء وهي ترضع الطفل يسوع .

السيدة العذراء

5- صورة حورس وهو يصرع ست إله الشر عند المصري القديم ؛بالتقابل مع إيقونة الشهيد العظيم مارجرجس وهو يصرع التنين .

6 -العمارة الفرعونية وتشابها مع العمارة القبطية من حيث سمك الجدار والاضاءة والتهوية .

7 -كثير من الالحان القبطية هي اصلا تراتيل واناشيد فرعونية .

8 -علامة عنخ وتشابها الكبير مع علامة الصليب وكلمة عنخ معناها حياة بالهيروغليفي وهي علامة الحياة والنصرة عند المسيحي أيضا .

9 -اللغة القبطية هي بعينها اللغة المصرية القديمة ولكن بحروف يونانية ، فاللغة القبطية هي المرحلة الرابعة من تطور اللغة المصرية القديمة ( الهيروغليفية – الهيراطيقية – الدوميطيقية – القبطية ) .
10 -استمر القبطي يستعين بالاسماء الفرعونية في العديد من القديسين مثل :- “امونيوس – ابانوب –ابوللو ايسيذوروس -…الخ ” .

11- – الإيمان برع اله الشمس وتقاربه مع الايمان بالسيد المسيح شمس البر .

12 – كثير من الاعياد والموالد القبطية كانت اصلا اعياد وموالد فرعونية مثل (شم النسيم- أعياد الملاك ميخائيل ….. الخ ).

13 – كثير من الاماكن المقدسة في المسيحية كانت أصلا أماكن مقدسة في مصر القديمة ولكنها تحولت الي مزارات مسيحية مثل “ابي قير ” التي كانت معبد للالهة ايزيس ؛ فتحول الي كنيسة للشهيدين أباكير ويوحنا . و كنيسة الملاك ميخائيل التي كانت معبد للاله سيرابيس .

14 – الايمان بأن دخول الشيطان الي جسد الانسان من خلال 36 مدخل وتشابها مع رشومات الميرون ( راجع اّنا رويز ؛روح مصر القديمة ؛المجلس الاعلي للثقافة ؛المشروع القومي للترجمة ” صــــ 291 و292 ).

15 – رسم الفنان القبطي عيون القديسن متسعة رمزا واشارة الي الطهارة والنقاوة البراءة كما كان يرسمها الفنان المصري القديم .

16- رمز المصري القديم بالميزان الي العدالة كما هي واضحة في “محكمة اوزيريس ” واستعان الفنان القبطي بنفس الرمز في ايقونة الملاك ميخائيل .

17- يذكر كتاب الموتي في الفصل “162 “(توضع شعلة نار تحت رأس المتوفي) من أجل خلق الحرارة أو الدفء أو الحيوية …. الخ) وهو ما يعرف في اللغة الانجليزية Amultic Disk
, ومعناها باللغة العربية “قرص الحجاب او التعويذة” وكان هذا هو الرمز هو الذي استعان به الفنان القبطي في وضع هالة حول القديسين منذ بداية القرن الرابع الميلادي.

18 – مثل الرقم سبعة رمزا ملغزا محييرا عند المصري القديم ؛فالمعبودات الرئيسية في مصر القديمة سبعة “رع –حورس – ست – اوزيريس – انوبيس – سوكار – سوبك ” ؛ سيشات سيدة الكتابة ترتدي تاجا من سبع نجوم علي رأسها …الخ وهذا يتشابه مع “سبعة اسرار الكنيسة – السبعة صلوات الكنسية – السبعة صلوات في القنديل ” (راجع اّنا رويز . روح مصر القديمة الصفحات 184 -187 ).

19- اّمن المصري القديم ان نهر النيل ينبع من الجنة ؛ واستمر هذا المعتقد في صلوات الكنيسة القبطية إذ اعتبر ان نهر “جيحون ” هو نهر النيل وسجلت هذه الصلوات في قداس اللقان في عيد الغطاس .

20- المسلة الفرعونية صارت المنارة القبطية بعد ذلك .
21- آمن المصري القديم بصلوات وتلاوات معينة تتلي علي رسوم المأكولات الموجودة في المقابر الفرعونية فتحولها طعام حقيقي ؛سهل علي الأقباط بعد ذلك أن يتفهموا عقيدة سر الافخارستيا وتحول الخبز والخمر الي جسد ودم حقيقي .

 

حقا لقد صدق أمير الشعراء “احمد شوقي “( 1868- 1932 ) عندما قال عن زيارة مارمرقس لبلادنا المصرية :-
دخلوا طيبة فأحسن لقيا هم رجال بطيبة حكماء
فهموا السر حيين ذاقوا وسهل ان ينال الحقائق الفهماء
فإذا الهيكل المقدس دير وإذا الدير رونق وبهاء
وصدق عميد الأدب العربي الدكتور ” طه حسين ” (1889- 1973 ) عندما قال ” الكنيسة القبطية مجد مصري قديم ، ومقوم من مقومات الوطن المصري .
وصدق أخيرا نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ( 1919- 2001 ) ) عندما قال ” الكنيسة القبطية هي الوريث الشرعي للحضارة المصرية القديمة ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى