دراسات ومقالات

الثنائيات العاطفية في السينما المصريه1بقلم محمود قاسم

 


الثنائيات العاطفية في السينما المصريه1
محمود قاسم

 

فاتن حمامة وعماد حمدي

في تلك الفترة منذ بداية الخمسينيات كان عدد النجوم قليل واسماء الافلام كثيرة ، وكان يجب على الظاهرة ان تشهد مولد ثنائيات متشابهة ومتقاربة ، وفي تلك السنوات كانت الرومانسية غالبة على موضوعات الافلام.

وتلاقى الشباب بالتبادل في الكثير من الاعمال وكان الثنائي فاتن حمامة – عماد حمدي هو الاكثر بروزا طوال الخمسينيات خاصة مع مخرجين برعوا في السينما الرومانسية ومنهم عز الدين ذو الفقار وبركات، الأول كان زوجاً لفاتن حمامة فترة غير قصيرة والثاني رأى فيها صورة مجسدة للبطلة المصرية التي تقترب من النموذج الفرنسي الذي ساد العالم في قصص الافلام والاثنان توافقا على ان عماد حمدي هو الشاب الهادئ الذي يمثل عاشق الخمسينيات ، وقد عملا الاثنان معاً في اكثر من 22 فيلماً، منذ بداية الشباب حتى الشيخوخة دون ان يكونا بينهما في الواقع اي مشاعر عاطفية، وكانت فاتن أيضاً هي حبيبة نجوم آخرين مثل عمر الشريف وشكري سرحان واحمد مظهر، اما عماد حمدي فقد عملا كثيراً مع كل من شادية ومديحة يسري ومريم فخر الدين، نموذج الحب الذي رايناه في افلامهما يمثل قصص تنتهي بالفراق والماساة الا قليلاً في افلام منها انا الماضي و بين الاطلال ولا تطفئ الشمس وموعد غرام ولا انام وحتى نلتقي  بينما في افلام اخرى فان الحبيبين نال كل منهما الاخر بعد العديد من المتاعب ، مثل فيلم اشكي لمين ولن ابكي ابدا وموعد مع السعادة والزوجة العذراء 

اذا فرغم الرومانسية الواضحة في قصص الافلام فان انلهايات كانت اما الفارق او الموت ولعل ابرز مثل هذه الامثلة هي فيلم بين الاطلال فالكاتب يموت ويترك حبيبته كي تعتني بزوجته المريضة ، اذا فهناك عوائق دائمة بين المحبين مثل فيلم لا تطفئ الشمس حيث انه الموسيقار فتحي المتزوج الذي يلتقي بتلميذته في شقة خاصة وفي انلهاية فانه يتركها ليرجع لزوجته اذا فهو حب مقصوص الاطراف ليس له من نهاية مبهجة

اما في فيلم موعد غرام لبركات فان الرجل الثري ينجح في لم شمل حبيبته على المطرب الشاب سمير ويدفعه للسفر معه في رحلة علاجها

اذا فصورة الرومانسية هنا مرتبطة بالنبل والتضحية والسمو علما بأن المخرجين في الخمسينيات لم يسندوا ابدا دور الشرير الى عماد حمدي فكان هو العاشق الطيب في افلام اخرى امام فاتن حمامة مثل حب في الظلام وعبيد المال بينما كان دور الشرير الذي يفسد الرومانسية مخصصا للمثل فريد شوقي 

وفي الستينيات افترق الثنائي تماما ليكون اللقاء فيما بعد ، عن بعد في فيلم الخيط الرفيع المأخوذ ايضاً عن نص ادبي لاحسان عبدالقدوس وتتغير شكل الثنائيات العاطفية الى اسماء اخرى 

 

نجلاء فتحي – حسين فهمي

 

كانت بداية السبعينيات ميدانا خصبا لمولد نجوم من الشباب بالغي الجمال وهل هناك اجمل من سندريلا تلك السنوات نجلاء فتحي وهي تقف امام حسين فهمي اكثر من عشر مرات وتكون معه ثنائياً متكرر الحدوث بعد العشرين فيلماً التي جمعتها مع محمود ياسين 

التقى الثلاثة معا لاول مرة في فيلم “حب وكبرياء” اخراج حسن الامام، وفي هذا الفيلم جسد حسين فهمي دور الحبيب الاول لفتاة مدللة ابنة اسرة انهارت مشاريعها الاقتصادية ، فتركها الى ابنة رجل غني ورغم ذلك فانه لم ينسى حبه لها وظل يطاردها حتى بعد ان تزوجت من شاب ثري ، الحب هنا قوي للغاية بمعنى ان الفتاة تعترف لزوجها بحبها لغيره ليلة الزفاف ولكنها تتغير فيما بعد ان يهجرها ، كان اللقاء التالي في فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” هو ايضاً الشاب الوسيم الذي يبدو شهماً في البداية فينقذ الزوجة المصرية الصغيرة من زوجاً عجوز تزوجها خارج الوطن ويعيدها الى بلادها ، وعندما يتزوجها فيما بعد فان طموحه لا يمنعه من ايهدي زوجته الى صاحب المشروع الاكبر فتنهار العواطف الرومانسية وتطلب الطلاق 

كانت اغلب الادوار التي جمعت بين نجلاء فتحي وحسين فهمي معادة لافلام قديمة قام ببطولتها نجوم الخمسينيات مثل فاتن حمامة وعماد حمدي ومن هذه الافلام “عاشق الروح” الذي يعتبر اعادة لموضوع فيلم غادة الكامليا ، فالغادة هنا فتاة فقيرة تمارس الدعارة المقنعة من خلال علاقات مع اثرياء عواجيز حتى تلتقي بشاب من اسرة راقية فيقع في حبها وتقوم ثورة من الرفض ضد هذه القصة حتى تنتهي بوفاة الفتاة بعد ان ضحت من اجله 

اما فيلم ” لا وقت للدموع” فهو بمثابة اعادة لقصة عاطفية مؤثرة انتجتها السينما المصرية اكثر من مرة عن قصة جسر وتر لو فهي الفتاة الفقيرة التي تاتيها الاخبار ان حبيبها الضابط قد مات في احدى العمليات الالعسكرية ، وامام ظروفها الاجتماعية تضطر الى ممارسة اعمال اليل حتى يظهر الحبيب ويطلبها للزواج في اسرة بالغة التحفظ وتقرر ان تنتحر هي اذا قصص الحب والموت مهما اختلفت الاسماء وقد بدا ذلك واضحا في فيلم “وداعاً للعذاب” وهو تكرار لفيلم ايامنا الحلوة هو جسد دور عمر الشريف وهي جسدت دور فاتن حمامة مجددا راينا بنت الفقراء المريضة بالسل في السبعبنيات تموت وسط الشبان الثلاثة الذين احبونها 

الرومانسية تتكرر ايضا بشكل ميوس منه في فيلم “جنون الحب” المأخوذ عن رواية للكاتب الالماني ستيفان زافيج  فهي هنا امراة متزوجة من رجل اعمال كبير مشغول عنها دائما ولديها منه طفل تنتظر عودته بين المدن وفي تونس تلتقي بمغامر شاب يشغل بالها ويصادق ابنها الذي يسعى بكل ما لديه من عاطفة تجاه امه ان يحافظ عليها حتى يعود الزوج ويجد امراته ملكاً له

بدت احصائية الافلام التي جمعت بين هؤلاء النجوم في قمة ازدهارها خلال العقد الثامن من القرن العشرين حتى اذا بدا العقد الجديد تقلص التعاون بين نجلاء فتحي وكل من النجوم الذين عملت معهم في عدد كبير من الافلام خاصة حسين فهمي 

 

ميري كويني – احمد جلال

انها واحدة من القصص الرومانيه السينيمائيه التي يحلم الكثيرون ان عيشوا مثلها , فهم هو سعيد الحظ ذلك الصحفي المصري طويل القامه الذي تعرف علي الفنانه اللبنانيه اسيا القادمه من جبال الارز مع ابنة اختها ميري كويني , صاحبه اجمل وجه عرفته السينما المصريه علي الاطلاق وايضا صاحبه اجمل اغلفة المجلات الفنيه حتي عام 1950 فهي ذات جمال خاص جدا لم تعرف في حياتها سوي رجلا واحد تزوجته وهي صغيره وصار رجل حياتها وعندما مات وهي صغيره الصن عام 1947 ظلت مخلصة له دون زواج حتي رحيلها في نهاية القرن تربي وحيدها نادر جلال وتبقي علي تراث سينيمائي وستوديو جلال الذي يعمل حتي الان باسم مختلف 

ماري كويني هي اول مونتيره في السينما المصريه وهي الحب الوحيد في حياة جلال الذي كان يكتب لهما الافلام ويمثل ويخرج واسسمع زوجته شركه افلام وانفصلا عن الخاله اسيا بعد ان قام امامها بطوبله بعض الافلام منها بنت الباشا المدير لكن الثنائي العاطفي كان مع ميري كويني التي بدت في فيلم عيون ساحره 1934 كانها تنتظر ان تكون انثي ناضجه قياسا الي خالتها التي تكبرها في السن وايضا الي الرجل الذي احبته وهو الذي كان يبدو احيانا اكبر منها بشكل ملحوظ ولكن هذا بسبب المرض في المقام الاول 

عناوين الافلام التي جمعن بينهم تحمل اسماء عاطفيه منها عندما تحب المراه,وزليخه تحب عاشور وفي بعض هذه الافلام فان قصه الحب تنمو داخل قلوب العاشقين ببطء شديد لكنها تبدو بالغه القوه مثل فيلم رباب يث تسببت فتاه في مقتل شاب دون ان تقصد ويقرر والده البحث عنها والانتقام منها مهما كان الثمن , هو رجل في منتصف العمر وهي فتاه صغيره جميله تعمل مدرسه في احد ي المدراس التي يمتلكها وتقترب منه عاطفيا دون ان يدري حقيقتها , حتي اذا عرفها كان الحب قد تملك منه وطلبها للزواج بون مراجهع

انه الحب المقدس الذي يربط بين طريه وهو الحب الباقي مع السنوات الطويله في قلب الزوجه التي تمتلك وجها جميلا وتكوينا جسمانيا لبنانيا لكنها من الداخل اقرب الي المراه الحديديه او المراه التي تعر ان زوجها لن يعود رغم ان الفيلم الاخير الذي جمعهما معا كان يحمل اسم عوده الغائب 

كانت بنيليوبي بطلة ملحمة  الاوديسه قد انتظرت زوجها الغائب عشرين سنه حتي عاد فصارت مثالا للوفاء في تاريخ الانسان اما ميري كويني فقد عاشت بكل هذا الجمال والثراء بدون احمد جلال اكثر من نصف قرن اي انها تملك قلب اكثر اتساعا من كافه قلوب النساء

 

شمس البارودي – حسن يوسف

هو حاله خاصه في السينما المصريه وفي البدايه ارتبطا عاطفيا وسينمائيا بزوجته الاولي لبلبه ثم جاء الحب الثاني ليتأجج بقوه في حياه عائليه عاشها منذ اكثر من نصف قرن حتي الان مع اختلاف الظروف الاجتماعيه والتقلبات الحاده التي شاهدها المجتمع

شمس البارودي فتاه جميله قامت بادوار صغيره في افلام منها الراهبه حتي التقيت بحسن يوسف 1966 في فيلم (اخر العنقود) وحسب القصص فان الحب لم يكن من اول نظره رغم تكرار اللقاء الفني بينهما في افلام منها حكايه الثلالث بنات الذي انتهي بنهايه سعيده جمعت بين عاشقين حيث تغير سلوك الشاب من خلال علاقته بالفتاه , وعندما سافر الاثنان الي سوريا لعمل فيلمرحله حب كان بالفعل في رحله عاطفيه انتهت بذهابه الي اسرتها هناك وطلب يدها لتصير زوجته وبطلة الكثير من الافلام التي يعمل بها كممثل او مخرج 

نعم , مخرج فقد فاجئنا النجم خفيف الظل انه قادر علي حمل مسئوليه اخراج افلام في السبعينيات , حرص ان تكون زوجته هي البطله الشابه التي يحبها في هذه الافلام ومنها الجبان والحب 1975 وما ان التقيا هنا حتي صارت بطلته الوحيده لا تعمل مع غيره مهما كان مستي الافلام ومنها الشياطين والكوره وحب علي شاطئ ميامي وكفاني يا قلب ومراهقه من الارياف وفي الفيلم الاخير التي عمل بها مخرج استعان بزملاء له مثل عادل امام دموع بلا خطايا وكان اخر لقاء اجتمع فيه عاطفيا كممثل 1980 حيث تصورت الزوجه التي انفصلت عن زوجها ان حملها المفاجئ قد تم من خلال علاقه عابرة مع  فنان التقته في اليونان ليتضح ان الزوج هو الاب وليس هذا العاشق العابر 

فيما بعد صارت الرومانسيه في الحياة اكثر من السينما التي اعتزلتها شمس البارودي والتي كانت تردد دائما ان زوجها ههو الرجل الوحيد في العالم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى