النص الأخير : مصطفي مقلد
توقيع على أمر الإحاله للعدم
: ” مانتش مهيأ تتعمل موميا “
الصوت كما صوتي اللي ضاع مني
لكنه مش ممزوج بنفس الألم
: ” مانتش مهيأ تتعمل موميا
وإن كنت بتراهن على الغنوه
مين اللي هيغني
بعد الضجيج ما احتدم
بعد الملل ما حطم الدميه .
ثاير تراب التجربه حواليك
ومافيش مطر مُنتظر
وما فيش أثر بعدك يدل عليك
ومافيش قتيل اعتذر
عن موعد القهوه
لما وقف له القدر .”
رديت على صوتي اللي مش مهتم
قال لي كلامك تمّ
كل اللي هتقوله كلام أبكم…لسمع أصمّ
دلوقت ممكن أنسحب بسلام؟
قال محتمل…..
رديت – كما لو كنت لم أفهم –
بأي كلام
أنا أي واحد سلم
من قبضة الأيام
أنا أي واحد ما أشتراش
ولا باع
ولا قال بإيه وبكام
وف لعبة الأسواق مالهش موضع قدم
وف كل حته ف جسمي موضع سهم
أنا في الحياه الوهم
والموت العدم
ما فضلش غير اسمي
اللي مشنوق ع الرخام
ما فضلش غير لاشيء ف أشيائي
يا أصدقائي…
ناديت على صحابي
كان كرسي واحد منّهم مخصوم
وما كانش غير الذكريات باقي
يا أصدقائي
أنا شاكر تذكّركم ونسيانكم
ممنون قوي للدمع أول يوم
الموت قرار واضح
لكنّه مش مفهوم
الموت قرار مُلزم
زي الحياه بالظبط
قصدي الدخول للحياه
من غير هدف أو شرط
وأنا لو بإيدى اختار
كان ممكن اختار
أبقى ضي نهار
أو ضل ورقة شجر
أو غصن يفتح حضنه للعصافير
في وقت الخطر
أو أكون مطر
يصعد لروح ياسمينه فوق القمر
فيكون عبير
وتكون حياتي القابله للتفسير
أما ف حياة الجبر والمحتوم
لا كنت داخل للحياه منتصر
ولا كنت داخل للحياه مهزوم ….
