الزهراء صعيدي تكتب رسائلُ الغفرانِ
وفاؤُكَ مطعونٌ وجُرحُك ماثِلُ
ومازلْتَ في صِدقِ النَّوايا تُجادِلُ
وتُنبيكَ عن خَبْءِ النُّفوسِ بصيرةٌ
ولَو خَفِيَتْ خلفَ القناعِ غلائِلُ
تُكذِّبُ ما يُمليهِ قلبُكَ لو رأى
بعينَيهمُ زَيفًا،فَفِيمَ تُنازِلُ؟
أحبًّا؟فليسَ الحبُّ أعمى وإنَّما
يرى العيبَ لكنْ مايزالُ يُجامِلُ
وهبْتَ لمَن تهوى صكوكًا فأثقلَتْ
رسائلُهُ الغفرانَ،والعفوُ حائِلُ
ودينُكَ أن تسقي القلوبَ محبَّةً
إذا أوهنَتْها من عياءٍ نوازِلُ
بذلْتَ فلم تُحمَدْ وعُظِّمَ باخِلٌ
يمُنُّ على سُقياهُ ما مرَّ ناهِلُ
جُزيْتَ على إغداقِ حبِّكَ خيبةً
ومازلْتَ فيَّاضًا ودهرُكَ ماحِلُ
أُرِيتَ بساتينًا أُحيلَ نباتُها
كوابيسَ خيباتٍ دهورًا تُعادِلُ
وأنباكَ عرَّابُ القصيدةِ في الرُّؤى
ستُهرَقُ مفتونًا وبَذلُكَ قاتِلُ
لئنْ كانَ في بعضِ الظُّنونِ مآثمٌ
ففي بعضِها المَنجاةُ ممّنْ يُخاتِلُ
بطعنةِ خُذلانٍ،أشدُّ جراحِها
على القلبِ ما جاءَتْكَ ممّنْ تُخالِلُ
على قلقٍ تمضي كأنْ في متاهةٍ
وحولَكَ أطيافٌ وقلبُكَ واجِلُ
ولستَ ترى نورًا يلوحُ بكوَّةٍ
ويا عجبًا نحوَ المحالِ تواصِلُ!
لوَ انَّكَ صدَّقْتَ النُّبوءةَ قبلَها
لمَا عُدتَ مهزومًا وجُرحُكَ هائِلُ
وفيكَ منَ الصَّمتِ العميقِ مدائنٌ
تئنُّ وفيها الصَّبرُ لليأسِ آيِلُ
ولم تقترفْ وِزرًا سوى أنَّ خِلقةً
منَ الطِّيبِ بالإحسانِ سوءًا تُقابِلُ
مدَدْتَ حبالًا من فؤادِكَ فاكتوى
فكيفَ بحقِّ الوُدِّ يُقطَعُ واصِلُ؟
وفاؤُكَ كانَ البحرَ ما لعهودِهِ
قرارٌ،وما للصِّدقِ فيهِ سواحِلُ
ولو كانَ في هذا الزَّمانِ منازلٌ
تليقُ بمَنْ أوفى لضاقَتْ منازِلُ
فليتَ خِلالَ المرءِ تُوسَمُ بالضِّيا
أوَ انَّ لها من حُسنِ شمسٍ جدائِلُ
لمَا أخطأتْ نورَ الخصالِ بصيرةٌ
وفيكَ منَ الخُلْقِ الكريمِ جداوِلُ
الشاعرة القديرة الزهراء صعيدي – سوريا