أحمد بيضون يكتب لغتنا العربية في العلياء
احتفالا باليوم العالمي للغة العربيه
حينَ تكونُ اللغة ينبوعاَ للأرض الجَدْبــــــــــــاء
حينَ تكونُ بين المرابِع مُوسيقى وأصــــــــــــــدَاء
أينَ ذاكَ الزمانُ حين كانت لغتُنا عصمــــَـــــــاء؟
ليسَ سوى الدهر قدرٌ غيّرَ تصنيفَ الاشيــــــــاء
لمَ لسْنا نَزهُو بلغة الضَادِ ذات البحوِر والثــَّـــراء؟
لمَ نبرحُ لغتُنا العربية ولا ننطق الألِفُ أو حتى اليَـــــاء؟
أتسلُب أذهاننا لغةٌ تخلُو من الاصــــــــــــــــــــــداء؟
لمَ لا نزهُو بها في معتركِ العوالمِ-هلمُّوا لبُّوا النِداء
هاكُمُ اللغة العربية، لغةٌ سادت كلُ حدبٍ وكل فِنــاء
تغَنُوا بها ،أعيدُوها لزهْوِها و فخِرها – لكلِّ بهَـــــاء
لغةُ القرآن – خاتمِ الكتب السماويةِ لخيرِ الانبيـــــــــــــاء
هي تلكُمُ الحسنَاءُ تزهُو بِنَحوِها وصرفها وبحورِها في السمـاء
فياليت شِعري أصحو وأغفَلُ عبوساً أَم ضاحكاً ألفَظُ العربيَّة لِذُرا الفَضـاء
أنْعِم بِها لغةَ السمُوِ والفخامةِ والملوك لغةُ الآبــــــــــاء
أرى لغة العزائم بتَصرِيفها ونحوها ومعاجمعها في استياء
حتَّى أضحت ملكاتُها تنشد وتستجدي نفعاً أو ثّنــــــــــاء
أعِدوا لها العتادَ في كل البقاعِ و المؤتمراتِ و الاجــــــــــــواء
أُشدُوا بها، تحدثوها بين قرانكم ، حيثُما تشــــاء
لغتنا العربية هي خير لغات الارض لغتنا الشمّــَـاء
ما عساني أتحدثُ غيرَها سوى ديْدمُ الواقعِ، لغات ٌبلا أسمـاء
لغتنُا ليس سواها جملةً لا تقبلُ الجدلَ أو التحريف أو افتــــــراء
غيرُها قابلٌ لكل قيل وقالِ- لكلِّ عطــــــــــــــــــــــــاء
أكرِم بها لغةُ الجدودِ والعوالم من كل حدبٍ وصوبٍ في الأرجاء،
فلِمَ لا نصبحُ خيرُ خلفٍ لخيرِسلفٍ ورمزاً للإِبـَــــاء؟!
إذا بي أراني أروي قصائداً في حبها
شعراً ونثراً وقصصاً أو قل ما تشاء
كأنِّي أحمل على ظهري عاتقاً
أروحُ وأغدوا صارخاً ، يا قومي ، إنه الحق قد جاء
لقد ملأ الغبار مجلداتٍ وتغلغلت الدفاتر بالتراب
وكل ما خُطَّ بالعربية، كأنها تحتضِرُ في إعياء
فوَربِّ السما سأتحدثها بكلِّ المشاغل والأعباء
وأُمسي لها من فرسانها وأستلُّ نصل الجمال في علياء
وأصبح لمن لا يعرفونها ناصحاً
وأضحو لها نبراساً في الحضر والريف والفيافي والبيداء