دراسات ومقالات

منال رضوان تكتب قطوف وثمار

حلقات خاصة عن الإمام الشافعي


أذن مسلم بن خالد الزنجي (مفتي مكة المكرمة) للشافعي بالإفتاء، وعكف إمامنا على كتاب (الموطأ) للإمام مالك الذي أدرك فراسته وعرف مواهبه؛ فنصحه نصيحة غالية بقوله:
– إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بالمعصية.
فظل الشافعي ملازمًا له إلى أن توفى الإمام مالك سنة ١٧٩ هجريا. ثم ذهب إلى اليمن والتقى بعلمائها وجلس إليهم وسمع منهم.
عقب ذلك قام الإمام برحلات إلى الكوفة والبصرة وبغداد ومصر ولم يدع عالمًا إلا واستمع إليه وأخذ عنه وصار له تلاميذه في كل بلد حل به أو أقام فيه، ومن تلاميذه الإمام أحمد بن حنبل.
قام الشافعي بالتدريس في المسجد الحرام لتسع سنوات.. وفي بغداد سطع نجمه، وأقبل عليه العلماء والحكماء وأهل الرأي وهناك ألف كتابه (الرسالة) الذي وضع فيه أساس علم أصول الفقه.


وعن مذهبه فقد استقاه الإمام من القرآن أولا ثم السنة؛ ولذا يسمونه (ناصر الحديث) كما يسمون أصحابه (اتباع الحديث) كما كان يأخذ بالإجماع كمصدر ثالث له بعد القرآن والحديث…..
من أشعار الإمام:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فَرَّجْت عنه
وإن خليته كمدًا يموت.
وكذا يقول:
أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولو كنا سواء في البضاعة.
……………….
وفي أدب النصيحة للغير يقول:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعة.

هوامش،
– ديوان الشافعي حبر الأمة وإمام الأئمة. تحقيق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، مكتبة الكليات الأزهرية طبعة ثانية ١٩٨٥
– ديوان الإمام الشافعي، تقديم وتعليق دكتور إسماعيل العقباوي، دار الحرم للتراث ٢٠٠٧

منال رضوان قطوف وثمار في الفضائل والخصال

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى