أخبار عاجلةدراسات ومقالات

الجميلي أحمد يكتب: محمد ابراهيم درويش صانع الصور الشعرية البسيطة المتقنة

الجميلي أحمد يكتب: محمد ابراهيم درويش صانع الصور الشعرية البسيطة والمتقنة

يعتبر محمد إبراهيم درويش واحدًا من شعراء العامية المصرية المجيدين حيث يتميز بصياغة قصائده بلغة بسيطة ومفهومة تصل إلى القلوب بعمق وتأثير. يتميز درويش بقدرته على استخدام المفردات اليومية والعادية لخلق صور شعرية ملتقطة من حياة الناس البسيطة، مما يمنح قصائده طابعًا شعبيًا وواقعيًا.

كما أنه يتميز أسلوب بالسهولة، حيث يجمع بين بساطة اللغة وعمق المعاني. يعبر عن مشاعره وأفكاره بطريقة تجعل القارئ يشعر بالتواصل الفوري والعميق مع ما يقوله. يستخدم درويش اللغة العامية ببراعة، مما يجعل قصائده قريبة ومألوفة لجمهور الشعر.
ففي قصيدة طعم المرض يقول

كان دور وماشي مع العروق
ومكلبش القلب بمرض
لفيت ادوق
من كل عطار خلطته
ومشيت اجرب لجل افوق
او قلبي ينسى محبته
وادي النهاية ف كل مره اشتاق لها
واسهر اناجي ف قلبها
مع كل ليل لما الشروق
والشمس غابت لجلها
واكمنها
ف ايديها كل الادويه
قررت ادوق طعم المرض
كان الغرض
بايديها تكتب وصفته
زي الطبيب وبدون عرض
نطقت وقالت علتك
نستأصل القلب الضعيف
وبمشرط الرمش الخفيف
جرحت اوي
والقلب اصلا مستوي
مقدرش يتحمل هواه
و ف لحظه تااه
وسمعت ااه من جوا قلبي مسلمه
للجرح لو هيكون غويط
مستسلمه
وادي آخرة الطب الشقي
لما الطبيب يطلع حويط
بيخدر القلب بعنيه

الشاعر محمد ابراهيم درويش
الشاعر محمد ابراهيم درويش

يميل محمد إبراهيم درويش إلى القصيدة الزجلية في كثير من قصائده، حيث يتناول في قصائده العديد من المواضيع المتعلقة بالحب والفقدان والحياة اليومية. يستخدم درويش المشاهد البسيطة والتجارب الشخصية لصياغة قصائده، مما يمنحها جاذبية خاصة وتأثيرًا عميقًا على القارئ.
وفي قصيدة شئ م الخوف يقول

كان كل شيى هادي وجميل
طوابير ماليها الانبساط
حبة اغاني على الزمن الكئيب
حبة عياط
م الفرحة ان عتريس قال كسب
وفؤاده ملخومه .. ف عد كرتونة بلح
والخوف طرح
والكل واخد حته فاضيه من الرغيف
متوزعه على كل من قال يحيى الجدع
عواجيز فرح
خايفين ميلقوش التابوت
هربانه روحهم م البيوت
نابوت ونازل ع الدماغ
ومتين بلاغ
ان العروسه لسا قاصر حلمها
اه يا بختها مين زييها
واخده الحليوه المعجباني ابو شال خفيف
مشهد سخيف
كل اللي شاهد ع الفرح
مسطول وشارب كأس سباخ
(شاهد مشافش حاجه ) تفرحه
ساعتين وداخ
كانت عجوزه وشابه لسه وعيله
والله يبشبش الطوبه اللي تحت رأس ابو العلا

ديوان “سوق القلوب”:
صدر لمحمد إبراهيم درويش ديوان شعري وحيد حتى الآن بعنوان “سوق القلوب”، والذي يعتبر مجموعة من القصائد التي تعبر عن مشاعره وتجاربه بطريقة مميزة وعميقة. تميز هذا الديوان بالبساطة والعفوية، مما جعل له تواجد بين قراء الشعر وجموع المثقفين.

شارك محمد إبراهيم درويش بديوانه “سوق القلوب” في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولعله التجربة الأولي له في المشاركة بديوان شعري . وقد تعكس مشاركة هذه المعارض التقدير والاعتراف بموهبة الشاعر وأهمية إسهامها في رفع مستوي موهبته في الدواوين الأخري المقبلة حيث يري الشاعر من خلال طرح ديوانه الأول أين يقف في مشروعه في الكتابة .
و محمد إبراهيم درويش عضو برابطة الزجالين وكتاب الأغاني، حيث يشارك في الفعاليات الثقافية والأدبية التي تعنى بتعزيز الثقافة الشعبية والتراثية في مصر .

إنسانية محمد إبراهيم درويش: شخصية بسيطة ومحبوبة

بجانب موهبته الشعرية وقدرته على صياغة الصور الشعرية العميقة، يتميز محمد إبراهيم درويش بإنسانية فريدة تجعله محبوبًا بين جمهور الشعر والوسط الثقافي.
تتسم شخصية درويش بالبساطة والتواضع، حيث يبدو دائمًا متواضعًا وذلك جعل له قبولا إنسانية. وتفاعل درويش مع الناس بكل أريحية ويعبر عن آرائه ومشاعره بصدق وصراحة.

كما يحرص محمد إبراهيم درويش على التواصل مع الأصدقاء ، سواء من خلال الفعاليات الثقافية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. يستمع درويش إلى آراء الناس ويقدر تفاعلهم مع قصائده، مما يجعلهم يشعرون بقربه وتقديره لهم.

يتسم شعر محمد إبراهيم درويش بالإيجابية والتفاؤل، حيث يسعى دائمًا لرسم صورة جميلة للحياة والمشاعر الإنسانية. يعبر درويش عن المحبة والأمل في قصائده، مما يلقى استحسانًا كبيرًا.

بجانب أعماله الشعرية، يساهم محمد إبراهيم درويش في الحياة الثقافية والاجتماعية وآخرهم مشاركتة مع فريق الخيالة بقيادة الصديقة اسلام العسوي

بلطف إنسانيته وبساطته وتواصله الدائم مع الأصدقاء ، تجد لمحمد إبراهيم درويش شعبية كبيرة ومحبة واسعة بين الناس وجمهور الوسط الثقافي. يعتبرونه ليس فقط شاعرًا وموهوبًا، بل صديقًا محبوبًا يشعرون بقربه وتواصله معهم.

يمثل محمد إبراهيم درويش ليس فقط شاعرًا، بل إنسانًا بسيطًا ومحبوبًا كما ذكرت من قبل لذا فانه يتمتع بقدرة فريدة على التواصل مع الناس وترسيخ الإيجابية والتفاؤل في قلوبهم. تجمع شخصيته بين الشاعرية والإنسانية الدافئة، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في عالم الأدب والثقافة.

ومن قصائده التي أختم بها قصيدة
200 وجع حيث أنها تحمل من جمال الشعر وصدق المشاعر وامتلاكه لأدواته

مكتوب على الروح تتجرح
في كل عشق ٢٠٠ وجع

مكتوب تسلم أمرها
مكتوب على جبين الجدع

إن الغرام مش سكته
مش لعبته

وإن الغزالة الشاردة من سطح القمر
مكنتش ابدا نجمته

مكانتش قاصدة تقيد له ليل
ولا حتى مره قالت له ميل
ولا عايزه من عشقه الدليل

هو اللي حضن الليل و بات
و عشم روحه بامنيات
واتخيل منها كتير حاجات
كانت في حكم المستحيل

هو اللي قاصد ينجرح
ويشوف غرامه بيتسرق
ويشوف العمر بيتحرق
من غير بديل

هو اللي بص على النخيل
واللي يبص لفوق يميل

مال الجدع بعد المعافرة والألم
وادي آخرة القصه الندم
من غير ما يمسك حتى ايد
من غير ما نجمة ف ليل تقيد

مال الجدع
واتكسرت كل الحاجات
واتبدل العشق بسكات
قلبه كمان كره البنات
بيشوف القمره يخاف يبات

وبيكره الضوء م السما
كل النجوم هنا مظلمه
وجراح ف قلبه معلمه

وشقوق في عمره مسلمه
ااااه م الوجع
آآآآآه ع الجدع
في كل عشق ٢٠٠ وجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى